ال عباس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ال عباس


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تاملات في حديث الثقلين الجزءالاول

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ام نور محمد ال عباس
كبير العباسين
كبير العباسين
ام نور محمد ال عباس


عدد المساهمات : 157
تاريخ التسجيل : 12/08/2009

تاملات في حديث الثقلين  الجزءالاول Empty
مُساهمةموضوع: تاملات في حديث الثقلين الجزءالاول   تاملات في حديث الثقلين  الجزءالاول Emptyالأحد 23 أغسطس - 7:18

قوله صلى الله عليه وآله وسلم : إني تارك أو إني مخلف : فيه إشعار بعظم وأهمية ما سيخلفه أو سيتركه للأمة من بعده ، لأن ما يخلفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم للأمة لا بد أن يكون نفيسا وخطيرا .
ثم إنه - بقرينة ما سيأتي - لا بد أن يكون منبعا من منابع العلم ، ومصدرا من مصادر الحكمة ، لأن الأنبياء لا يورثون للأمة دراهم أو دنانير ، وإنما يورثون لهم العلم والحكمة .
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ، وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر ( 1 ) .
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : الثقلين : بينهما فيما سيأتي من كلامه بأنهما الكتاب والعترة . قال ابن حجر : سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن وعترته - وهي الأهل والنسل والرهط الأدنون - ثقلين ، لأن الثقل كل نفيس خطير مصون ، وهذان كذلك ، إذ كل منهما معدن العلوم اللدنية ، والأسرار والحكم العلية ، والأحكام الشرعية .
ولذا حث صلى الله عليه وسلم على الاقتداء والتمسك بهم ، والتعلم منهم ، وقال : الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت . وقيل : سميا ثقلين لثقل وجوب رعاية حقوقهما ( 2 ) .
قلت : وهذا المعنى للثقلين ذكره أرباب المعاجم اللغوية ، ومنهم ابن منظور في لسان العرب ، وابن الأثير في النهاية ، والهروي في غريب الحديث ، وغيرهم .
قال ابن منظور : قال ثعلب : سميا ثقلين لأن الأخذ بهما ثقيل والعمل بهما ثقيل ، قال : وأصل الثقل أن العرب تقول لكل شئ نفيس خطير مصون : ثقل . فسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما ( 3 ) .
وقريب من ذلك كلام ابن الأثير ( 4 ) والفيروزآبادي في القاموس ( 5 ) .
وقال القاري في مرقاة المفاتيح : سمى كتاب الله وأهل بيته بهما لعظم قدرهما ، ولأن العمل بهما ثقيل على تابعهما ( 6 ) .
وقال الزمخشري في الفائق : الثقل المتاع المحمول على الدابة ، وإنما قيل للجن والإنس الثقلان ، لأنهما ثقال الأرض ، فكأنهما أثقلاها ، وقد شبه بهما الكتاب والعترة في أن الدين يستصلح بهما ويعمر كما عمرت الدنيا بالثقلين ( 6 ) .
قوله صلى الله عليه وآله وسلم : وعترتي أهل بيتي :
قال ابن منظور في لسان العرب : عترة الرجل : أقرباؤه من ولد وغيره . . .
وقال أبو عبيد وغيره : عترة الرجل وأسرته وفصيلته : رهطه الأدنون .
[ وقال ] ابن الأثير : عترة الرجل أخص أقاربه.
وقال ابن الأعرابي : العترة : ولد الرجل وذريته وعقبه من صلبه ، قال : فعترة النبي صلى الله عليه وسلم ولد فاطمة البتول عليها السلام .
وروي عن أبي سعيد قال : العترة ساق الشجرة ، قال : وعترة النبي صلى الله عليه وسلم عبد المطلب وولده . وقيل : عترته أهل بيته الأقربون ، وهم أولاده وعلي وأولاده . وقيل : عترته الأقربون والأبعدون منهم . . . إلى آخر ما قال ( 8 ) .
وأقول : إن مسألة بيان من يكون التمسك به منقذا من الضلال لا تحتمل الإبهام من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وإلا لكان ذكرها كإهمالها ، ولا سيما مع علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الأمة ستختلف من بعده إلى فرق وطوائف كثيرة.
ولذا فسر النبي صلى الله عليه وآله وسلم المراد بعترته في كل الأحاديث التي سقناها إليك وغيرها بأنهم أهل بيته ، والأحاديث الأخرى الكثيرة أوضحت ببيان شاف أن أهل البيت هم علي وفاطمة وأبناؤهما عليهم السلام ، ولذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غنى عن بيانهم هنا ، لأنه صلى الله عليه وآله وسلم قد أحالهم في هذه الأحاديث على ما هو معلوم عندهم ، وواضح لديهم .
ولوضوح المراد بالعترة عند القوم لا نرى في كل تلك الأحاديث سائلا يسأل : من هم عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ أو من هم أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ؟
وأما الأحاديث التي دلت على أن المراد بأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم هم علي وفاطمة وأبناؤهما عليهم السلام ، فهي كثيرة جدا :
منها : ما أخرجه مسلم في صحيحه ، وأحمد في مسنده ، والترمذي في سننه مختصرا ، وكذا الحاكم في المستدرك على الصحيحين ، عن سعد بن أبي وقاص أنه قال في حديث طويل : ولما نزلت هذه الآية ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ) ( 9 ) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي ( 10 ) .
ومنها : ما أخرجه مسلم في صحيحه عن عائشة ، قالت : خرج النبي صلى الله عليه وسلم وعليه مرط مرحل ( 11 ) من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ( 12 ) .
ومنها : ما أخرجه الترمذي في سننه وحسنه ، والحاكم في المستدرك وصححه ، والهيثمي في مجمع الزوائد وغيرهم عن أنس بن مالك وغيره : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ( 13 ) .
ومنها : ما أخرجه الحاكم عن عامر بن سعد ، قال : قال معاوية لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : ما يمنعك أن تسب ابن أبي طالب ؟ قال : فقال : لا أسب ما ذكرت له ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم . قال : ما هن يا أبا إسحاق ؟ قال : لا أسبه ما ذكرت حين نزل عليه الوحي فأخذ عليا وابنيه وفاطمة ، فأدخلهم تحت ثوبه ، ثم قال : رب إن هؤلاء أهل بيتي ( 14 ) .
ومنها : ما أخرجه الحاكم في المستدرك عن أم سلمة ، قالت : في بيتي نزلت ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ، قالت : فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : هؤلاء أهل بيتي ( 15 ) .
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة الدالة على ما قلناه ( 16 ) .
ثم إن المراد من العترة ههنا هم أئمة الدين من أهل البيت النبوي ، لا كل من انتسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طريق فاطمة عليها السلام ، وقد نص غير واحد من أعلام أهل السنة على أن المراد بالعترة هم العلماء لا الجهال : قال المناوي : قال الحكيم : والمراد بعترته هنا العلماء العاملون ، إذ هم الذين لا يفارقون القرآن ، أما نحو جاهل وعالم مخلط فأجنبي عن المقام ( 17 ) .
وقال ابن حجر : ثم الذين وقع الحث عليهم منهم إنما هم العارفون بكتاب الله وسنة رسوله ، إذ هم الذين لا يفارقون الكتاب إلى الحوض ، ويؤيده الخبر السابق : ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، وتميزوا بذلك عن بقية العلماء ، لأن الله أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وشرفهم بالكرامات الباهرة والمزايا المتكاثرة ، وقد مر بعضها ( 18 ) .
أقول : وأوضح مصاديق هؤلاء العلماء من العترة النبوية الطاهرة أئمة أهل البيت عليهم السلام ، فإنهم الذين اتفقت الأمة على حسن سيرتهم ، وطيب سريرتهم ، وأجمعوا على أنهم علماء يقتدى بهم ، وتقتفى آثارهم ، وقد سبق الإشارة إلى ذلك فيما تقدم.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ما إن تمسكتم بهما يدل على أن ترك التمسك بهما موقع في الضلال ، لأن المشروط عدم عند عدم شرطه .
قال المناوي في شرح الحديث : يعني إن ائتمرتم بأوامر كتابه ، واهتديتم بهدي عترتي ، واقتديتم بسيرتهم ، فلن تضلوا .
قال القرطبي : وهذه الوصية وهذا التأكيد العظيم يقتضي وجوب احترام أهله وإبرارهم وتوقيرهم ومحبتهم ، وجوب الفرائض المؤكدة التي لا عذر لأحد في التخلف عنها ، هذا مع ما علم من خصوصيتهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وبأنهم جزء منه ، فإنهم أصوله التي نشأ عنها ، وفروعه التي نشأوا عنه ، كما قال : فاطمة بضعة مني ( 19 ) .
وقال التفتازاني : لاتصافهم بالعلم والتقوى مع شرف النسب ، ألا يرى أنه صلى الله عليه وسلم قرنهم بكتاب الله في كون التمسك بهما منقذا من الضلالة ، ولا معنى للتمسك بالكتاب إلا الأخذ بما فيه من العلم والهداية ، فكذا العترة ( 20 ) .
وقال الدهلوي : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إني تارك فيكم الثقلين ، فإن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وهذا الحديث ثابت عند الفريقين : أهل السنة والشيعة ، وقد علم منه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا في المقدمات الدينية والأحكام الشرعية بالتمسك بهذين العظيمي القدر ، والرجوع إليهما في كل أمر ، فمن كان مذهبه مخالفا لهما في الأمور الشرعية اعتقادا وعملا فهو ضال ، ومذهبه باطل لا يعبأ به ، ومن جحد بهما فقد غوى ، ووقع في مهاوي الردى ( 21 ) .
أقول : والتعبير بالتمسك دون الإمساك يدل على قوة الاقتداء بهما وشدة اتباعهما . وعليه فلا ينجو من الضلال من أخذ بشئ منهما ، واتبع غيرهما وتمذهب بأي مذهب سواهما .
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : بهما يدل على أن التمسك بأحدهما غير منج من الوقوع في الضلال . وبذلك يتضح أن قول عمر : حسبنا كتاب الله ( 22 ) يتنافى مع قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الأحاديث .
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
قال المناوي في شرح ذلك : وفي هذا مع قوله أولا : إني تارك فيكم تلويح بل تصريح بأنهما - أي الكتاب والعترة - كتوأمين خلفهم ووصى أمته بحسن معاملتهما ، وإيثار حقهما على أنفسهم ، واستمساك بهما في الدين ، أما الكتاب فلأنه معدن العلوم الدينية والأسرار والحكم وكنوز الحقائق وخفايا الدقائق . وأما العترة فلأن العنصر إذا طاب أعان على فهم الدين ، فطيب العنصر يؤدي إلى حسن الأخلاق ، ومحاسنها تؤدي إلى صفاء القلب ونزاهته وطهارته ( 23 ) .


عدل سابقا من قبل ام نور محمد ال عباس في الأحد 23 أغسطس - 7:59 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهره الربيع
كبير العباسين
كبير العباسين
زهره الربيع


عدد المساهمات : 155
تاريخ التسجيل : 10/08/2009

تاملات في حديث الثقلين  الجزءالاول Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاملات في حديث الثقلين الجزءالاول   تاملات في حديث الثقلين  الجزءالاول Emptyالأحد 23 أغسطس - 7:27

مشكوره ام نور على المجهود الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام نور محمد ال عباس
كبير العباسين
كبير العباسين
ام نور محمد ال عباس


عدد المساهمات : 157
تاريخ التسجيل : 12/08/2009

تاملات في حديث الثقلين  الجزءالاول Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاملات في حديث الثقلين الجزءالاول   تاملات في حديث الثقلين  الجزءالاول Emptyالأحد 23 أغسطس - 7:29

شكر على رايك الرائعومرورك على كل جديد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تاملات في حديث الثقلين الجزءالاول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تاملات في حديث الثقلين الجزء الثاني
» قصة ايوب عليه السلام مع زوجته الوفيه الجزءالاول
» حديث لمولانا الامام الصادق عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ال عباس :: المنتدى الأسلامي :: المنتدى الاسلامي العام-
انتقل الى: