هذه ليست قصة نبي الله يوسف حينما راودته زليخة عن نفسها فهم أن يضربها فأمره الوحي أن يستبقها إلى الباب ويخرج ..... ثم يسجن ويفسر أحلام
فتيا السجن ثم يفسر رؤيا الملك إلى آخر القصة .
بل هي قصة رجل ليس من الأنبياء ولا من الأئمة إٍسمه (إبن سينا) وهو من علماء السنة ومن أعظم مفسري الأحلام , دخل عليه في حد الأيام رجلان
كلاهما قد حلما أنهما يؤذنان (بضم الباء وكسر الذال) فقال للأول تفسير حلمك أنك ستذهب إلى الحج , وقال للثاني :أنت سارق ثم امر به إلى السجن
فقيل له يا ابن سينا كلاهما رأى نفس الرؤية فلماذا قلت للاول ستذهب إلى الحج والثاني قلت له أنك سارق ؟
فأجابهم عندما قص الأول رأياه تباذر إلى ذهني قوله تعالى ( وأذن في الناس با الحج بأتوك رجالا...) وعندما قص الثاني رؤياه تباذر إلى ذهني قوله تعالى (ثم أذن مؤذن أيتها ال*** إنكم لسارقون) .
أيضا دخلت عليه في أحد الأيام إمرأة وقالت له : إني حلمت أني أضع البيض تحت الخشب , فقال لها إتقي الله ياامرأة أنت تجمعين بين الرجال والنساء
عن طريق الحرام , فقيل له يا ابن سينا كيف فسرت رؤياها هكذا ؟
فأجابهم ذلك من وصف الله تعالى للحور العين (كأنهن بيض مكنون) ووصفه للمشركين (كأنهم خشب مسندة) فهي تضع البيض تحت الخشب فتأمل في
ذلك .
ولكن كيف وصل إبن سينا إلى هذه المرحلة الكبيرة من التفسير ؟
كان إبن سينا في أيام شبابه شابا جميلا وكان يبيع الأقمشة فشغفت به إحدى النساء فدعته إلى منزلها بحجة أنها ستشتري منه بعض الأقمشة فلما
دخل إلى منزلها راودته عن نفسها وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي , هنا أصبح ابن سينا بين خيارين إما أن يمتثل
لأمرها ويبوء بعذاب الله وسخطه أو أن يركض إلى خارج المنزل فتدعي أنه حاول الإعتداء عليها , هنا فكر إبن سينا ثم قال لها أين الخلاء؟ فأرشدته إليه
فذهب ووضع القاذورات - أجلكم الله -التي في الخلاء كلها على رأسه فلما رأته استقذرته وطردته من منزلها .
فإبن سينا إتقى الله في الجنس فصار من أكبر مفسري الأحلام .